ahmed مشرف
عدد المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 32 الموقع : مصر
| موضوع: [size=24]من اجمل قصائد الشعر العربى قصيده "اليتيمه"[/size] الخميس ديسمبر 03, 2009 2:14 pm | |
| اليتيمة لدوقلة المنبجي ظلت هذه القصيدة سنوات طويلة مجهولة المصدر ومتناثرة أبياتها هنا وهناك في أمهات كتب الأدب , ومختارات الشعر العربي , ولكن العثور عليها كاملة ظل شيئا ًيشبه المستحيل , خاصة أن القصيدة قد أدخلت عليها مقاطع _ بفعل الروايات والنقل , بها ما يخدش الحياء ويجرح الذوق العام . لكن الذي لم يختلف عليه اثنان , إن القصيدة من عيون تراثنا الشعري ... وان القدماء لما أدركوا جمالها وروعتها وأصالتها وتفردها أطلقوا عليها اسم " اليتيمة " أي التي لا شبيه لها ولا نظير . والطريف أن اليتيمة ظلت عصورا ً طويلة مجهولة النسب , لا يعرف أسم شاعرها الحقيقي فمن قائل هو الشاعر العباسي علي بن جبلة , ومن قائل هو أبو نواس , الشاعر العباسي الكبير , الذي اشتهر بالخمريات والمجون , وأصحاب هذا الرأي يؤكدون أن القصيدة تحمل بصمات فنه وشاعريته . ومن قائل : بل هو دوقلة المنبجي , وهو شاعر لم تحدث عنه كتب الأدب , ولا يعرف له شعر سواها . أما "منبج" هذه التي ينسب إليها الشاعر فهي بلدة في الشام نشأ فيها من الشعراء : أبو تمام والبحتري وأبو فراس الحمداني وغيرهم من أعلام الشعر والبيان . والطريف أيضا ً أنهم اختلفوا على اسم القصيدة , فهي "اليتيمة" وهي "هند " وهي " دعد " ..... ثم جاء الكشف عن مصدر القصيدة وحقيقة نسبتها واصلها الكامل ليحسم الأمر وتنسب القصيدة إلى صاحبها ... وهكذا لم تعد اليتيمة يتيمة النسب . واليتيمة تنطلق بشاعرية شاعر أصيل مقتدر و تفنن في وصف محبوبته " دعد " فلم يترك شيئا ً منها إلا وقد وصفه أدق وصف وأجمله , وكأنه يقدم صورة للجمال كما تعشـّقه العربي القديم , وحتى ليخيل لقارئ القصيدة انه يتأمل لوحة فاتنة أبدعتها ريشة رسام مبدع . رسم الشاعر في لوحته الفاتنة جسم محبوبته , ووجهها , وشعرها , وجبينها , وجيدها , وزندها , ومعصمها , وغدائرها , وكل نبضة من نبضاتها , ولم يفته أن يصف ذهوله وإطراقه أمام هذا المشهد الرائع من مشاهد الحب والجمال , وان يتحدث عن أنفته وعزته وكبريائه حين يعز ُّ عليه الوصال وكأنه بذلك يقدم لنا مثل ُ الفارس العربي النبيل يذوب في هواه صبابة ً ووجدا ً , ولكنه يترفع عزّة وإباء وشموخا ً , ويـُجـِل ُّ نفسه عن ارتكاب الدنايا والصغائر . والقصيدة رغم التزامها في بناءها العام للمنهج التقليدي للقصيدة العربية بدءا ً بالوقوف على الأطلال ثم الحديث عن موضوع الحب وصفا ً وشكوى ووجدا ً , ثم انتهاءا ً بالفخر بالنفس وتأكيد معنى العزة والنخوة _ إلا إن ما ينسكب عليها من ماء الشعر يجعلها بالغة الرقة والعذوبة , ويجعل لها مذاقا ً خاصا ً في وجدان المتلقي ينأى به عن تصورها حبيسة هذا البناء التقليدي , يما تتكشف عنه القصيدة من تصورات رحبة للخيال والحس العربي العاشق . والآن إلى اليتيمة :] هل بالطلول لسائـــــــــــــــــل ٍرد ُّ [size=18]أم هل لها بتكلم ٍ عهـــــــــــــد ُ(1) درس َ الجديدُ , جديدُ معهــــــــدها فكأنما هي ريطة ٌ جــــــــــرد ُ(2) من طول ما تبكي الغيوم علـــــــى عرصاتها , ويقهقه الرعــــــد ُ(3) وتلــُث ُّسارية ٌ وغاديــــــــــــــــة ٌ ويكرُّ نحس ٌ خلفه سعـْــــــــــد ُ(4) تلقاء شامية ٍ يمانيــــــــــــــــــــــة ٍ لهما بمور ِ ترابها ســــــــــرد ُ(5) فكست بواطنها ظواهرهــــــــــــــا نورا ً كأن زهاءه بــــــــــــرد (6) فوقفت ُ أسألها , وليس بهــــــــــــا إلا المها ونقانق ُ رُبــــــــــــــد ُ(7) فتبادرت درر الشئون علــــــــــــــى خديَّ كما يتناثر العقــــــــــــــد ُ(8) لهفي على "دعد ُ" وماحفلـــــــــت بالا ً بحرِّ تلهفي "دعـــــــــــــــــدُ" بيضاء قد لبس الأديم بهـــــــــــــاء الحسن , فهو لجـِلدها جلــــــد ُ(9) ويزين ُ فوديها إذا حســــــــــــرت ضافي الغدائر فاحمٌ جعـــــد ُ(10) فالوجه مثل ا لصبح مبيـــــــــــــضّ والشعر مثل الليل مســـــــــــــــودُّ ضدان لما استجمعا حسنـــــــــــــا ً والضدُّ يظهر حسنه الضـــــــــــــدُّ وكأنها وسنى إذا نظـــــــــــــــرت أو مدنف لمـّا يـُفـِق بعـــــــد ُ(11) بفتور عين ٍ ما بها رمـــــــــــــــــد ُ وبها تداوى الأعين ُ الرمـــــــــــــد ُ وتـُريك عرنينا ً يزيـّنــــــــــــــــــه شممٌ , وخدا ً لونه الــــــورد ُ(12) وتجيل مسواك الأراك علـــــــــــى رتل ٍ كأن رضابه الشهــــــد ُ(13) والصدر منها قد يزينــــــــــــــــــــه نهد ٌ كحق ِ العاج إذ يبـــــــــــــــدو والمعصمان ِ , فما يـُرى لهمـــــــا من نعمة ٍ وبضاضة ٍ زنــــــــــــد ُ ولها بنان لو أردت لـــــــــــــــــــه عقدا ً بكفك أمكن العقــــــــــــــــد ُ وكأنما سقيت ترائبهــــــــــــــــــــا والنحر ُ ماء َ الورد إذ تبـــدو(14) والبطن مطوي ٌ كما طويـــــــــــت بيض ُ الرياط يصونها المـُلـدُ(15) وبخصرها هَيَف ٌ يزينــــــــــــــــه فإذا تنوء به يكاد ينقــــــــــد ُّ(16) فقيامها مثنى إذا نهضــــــــــــــــت من ثقله , وقعودها فـــــــــــــــــرد والساق ُ خرعبة منعمـــــــــــــــــة عبلت فطوق الحجل منســـد ُّ(17) والكعب ُ أدرم ٌ لا يبين لــــــــــــــه حجم ٌ , وليس لرأسه حـــــــدُّ(18) ومشت على قدمين خُصرتـــــــــــا والتفتا , فتكامل القــــــــــــد ُّ(19) ما عابها طول ٌولا قصـــــــــــــــر ٌ في خلقها , فقوامها قصـــــد ُ(20) إن لم يكن وصلٌ لديك لنـــــــــــــــا يشفي الصبابة , فليكن وعـد ُ(21) قد كان أورق وصلكم زمنــــــــــــاً فذوى الوصال ُ وأورق الصدُّ (22) لله أشواقي إذا نزحــــــــــــــــــــــــت دار بنا, وطواكمو البعـــــــــــــــــــد ُ إن تتهمي فتهامة وطنــــــــــــــــــــي أو تنجدي , يكن الهوى نجــــد ُ(23) وزعمت أنك تضمرين لنـــــــــــــــــا وداً , فهلا ينفع الـــــــــــــــــــــــودُّ ! وإذا المحب شكا الصدود لــــــــــــــم يعطف عليه فقتله عمــــــــــــــــــــد ُ تختصـّها بالود , وهي علــــــــــــــى ما لا نحب , فهكذا الوجــــــــــــــد ُ ! أو ما ترى طمريَّ بينهمــــــــــــــــــا رجل ٌ ألح َّ بهزله الجــــــــــــد (24) فالسيف يقطع وهو ذو صدأٍ والنصل يعلوا الهام لا الغمـــد ُ (25) هل تنفعن السيف حليتـــــــــــــــــــــه يوم الجلاد إذا نبا الحـــــــــــــد (26) ولقد علمت بأنني رجــــــــــــــــــــل ٌ في الصالحات أروح ُ أو أغــــــــــدو سم ٌ على الأدنى ومرحمــــــــــــــــة ٌ وعلى الحوادث هادن ٌ جلــــــد ُ(27) متجلبب ثوب العفاف وقـــــــــــــــــد غفل الرقيب وأمكن الـــــــوِردُ (28) ومجانب ٌ فعل القبيح , وقـــــــــــــــــد وصل الحبيب , وساعد السعــــــــــد ُ من َ المطامع أن تثلـِّمنـــــــــــــــــــي أنـّي لمـِعولـِها صفا ً صـَلـــــــد ُ(29) فأروح ُ حرا ً من مذلـّتهــــــــــــــــــا والحر ُّ حين يطيعها عبـــــــــــــــــد ُ آليت ُ أمدح ُ مقرفا ً أبــــــــــــــدا ً يبقى المديح ُ وينفد الرفـــــــــد ُ(30) هيهات , يأبى ذاك لي سلــــــــــــف ٌ خمدوا ولم يخمد لهم مجــــــــــــــــد ُ والجـَدُّ كندة والبنون همــــــــــــــــــو فزكا البنون وأنجب الجـــــــــــدُّ (31) فلأن قفوت جميل فعلهمـــــــــــــــــو بذميم ِفعلي , إنني وَغــــــــــد ُ (32) أجمل إذا حاولت َفي طلـــــــــــــــب ٍ فالجـِدُّ يـُغني عنك لا الجـَـــــد ّ33ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- الطلول : جمع طلل , وهي مايتخلف من الآثار والديار بعد زوالها . 2- درس : زال . معهدها : ما عهد فيها من آثار . ريطة جرد : أي مـُلأة بالية أو ثوب مهتريء . 3- عرصاتها: ساحاتها . 4- تلث : تدوم وتستمر اياماً . السارية والغادية : السحب الممطرة . الشامية واليمانية : اسماء السحاب الممطر بحسب اتجاه قدومه . 5- الزهاء : النضرة . البرد : الثوب المخطط . 6- المهاء : جمع مهاة , وهي البقرة الوحشية . النقانق : جمع نقنق : ذكر النعام . ربد : لونها يختلط فيه السواد بكدرة . 7- درر : جمع درة / ما يدر من المطر واللبن , .المراد هنا بدرر الشؤون : دموع العينين المنهمرة . 8- الأديم : الجلد . 9- الفودان : جانبا الرأس مما يلي الأذن . جعد : متجمع كثيف والمقصود به ( الشعر ) . 10- وسنى: اخذهاالنوم الشديد . المدنف : من ثقل عليه المرض . 11- العرنين : الانف . اشمم : الترفع والكبرياء . 12-الرتل : الفم الجميل الاسنان في بياض ولمعان. الرضاب : المقصود به ماء الفم . 13- الترائب : عظام الصدر . النحر : أعلى الصدر . 14 – الند : عود طيب الرائحة يتبخر به . 15- الرياط : جمع ريطة وهي الملاءة . الملد: جمع ملداء : المرأة الناعمة . 16- الهيف : ضمور البطن ورقة الخاصرتين . تنوء : تنهض بجهد ومشقة . ينقد : ينكسر . 17- خرعبة : الطويلة الناعمة . عبلت : اكتنزت وضخمت . 18 – أدرم : عظمه لا يبين من كثرة لحمه اللين الاملس . 19- القد : القوام . 20 – قصد : سوي معتدل ليس به طول او قصر . 21 – الصبابة : شدة الوجد والهيام. 22 – أورق وصلكم : طاب وصالكم وواتى وأينع . 23 – ان تهمي أو تنجدي : ان تنتسبي الى تهامة أو نجد . 24 – طمري َّ : مثنى طمر , وهو الثوب البالي . 25 – الهام : جمع هامة, الرأس . 26 – بنا : زاغ ولم يصب . 27 – هادن : ساكن . جلد : صبور قوي . 28 – الورد : الوصال والارتواء من الحب . 29 - تثلمني : تحرجني وتعيبني . صفا : جمع صفاة : الصخرة أو الحجر الضخم . الصلد : الصلب القوي . 30 - مقرفا ً : غنيا ً , كثير اقتناء المال . الرفد : العطاء . 31 – زكا : أفلح ونجح . 32 – قفوت : تبعت . 33 – اجمل : اعتدل ولا تفرط . الجــَدُّ : الحظ . ahmed [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|